تختلط الامور علي احياناً وانا اقرأ بعض الصحف العربية الصفراء فأحسب انني بحضرة راقصات استرزاق يقدمن فناً رخيصاً بسعر زهيد لإرضاء نزوات طالبي المتعة الحرام و....
فالصحافة التي يعتبرها المثقفون واصحاب العقول الراجحة صاحبة الجلالة، تمكن الجهلة والرعاة ممن ولدوا وفي افواههم ملاعقاً ذهبية وحسابات مصرفية في لندن ونيويورك وغيرهما، تمكنوا من استعبادها لتصبح جارية ترقص حافية القدمين في مواخيرهم برفقة صحفيين مرتزقة وجبناء يمارسون مهنة التطبيل والعزف النشاز التي لا تليق الا بالعبيد والخصيان.
صاحبة الجلالة في وطننا العربي فقدت موقعها ودورها لأن من يمثلونها هم مجموعة من قناصي الفرص واللاهثين وراء الرواتب السخية وبالعملات الصعبة. فهم تخلوا عن القيام بمهامهم الطبيعية في نقل الحقائق وامتهموا فبركة الاكاذيب والترهات وقلب الحقائق ويجعلون الحق باطلاً والباطل حقاً والعياذ بالله.
كل هذا يتم في وطني حيث تستخدم الصحافة لتسويق الفتنة المذهبية والطائفية لشق الصف وتهديد الوحدة الوطنية... لم تعد اسرائيل عدوة لصحفيي النفط وكتاب الدولار والريال، بل اصبح العدو هو ابن الوطن الذي يقاتل العدو ويموت دفاعاً عن الوطن ويحمل راية المقاومة والجهاد.
اطالع كل يوم الصحف الصفراء التي تصدر من لندن وغيرها وتمتلكها العائلة الحاكمة في السعودية واشعر بالقرف لقراءة عناوينها وتعليقاتها وتحليلاتها التي تصب الزيت على النار حين تسعى جاهدة لتأجيج الصراع المذهبي بين السنة والشيعة وحين تعادي دولاً تقف ضد مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تحمل رايته دول محور الشر العربي التي تغذيها اموال النفط القذرة ويرسم خططها عملاء اسرائيل والغرب....
هل صدف وقرأ احدكم مقالاً لعبد الرحمن الراشد؟ الكاتب في جريدة الشرق الاوسط اللندنية والمشرف على موقع ( العبرية نت) مثلاً؟ اوهل سمعتم بطارق عبد الحميد او غيره من جوقة الشرق الاوسط؟؟؟
قراءة مقالات المذكورين اعلاه تغنيك عن قراءة تعليقات اي صحفي اسرائيلي حاقد وللاسف يجعلك تشعر بأن ما يكتبه زئيف شيف او يوسي ساريد هو افضل واكثر واقعية من كتاب مملكة الظلام ومن يقف خلفهم...
وفي خبر نشرته جريدة الشرق الاوسط يوم الاحد 31/8/2008 ذكرت بأن عناصر سابقين من تنظيم القاعدة في العراق تخلوا عن السلاح وعادوا للعمل مع قوات الامن العراقية... وانهم تخلوا عن القاعدة لاسباب عدة واهمها ان قوادهم كانوا من ايران وسورية!!!!
هذا خبر يستحق ان يحفظ في كل المتاحف العلمية في العالم حيث يستعين اسامة بن لادن بقيادات ايرانية وسورية وقد يكونوا من الشيعة، من يدري ؟!
هذا التسخيف لعقول الناس واستغباءهم يدل على غباء وتخلف من يسوق هذه الاكاذيب، من منا لا يعلم بان تنظيم القاعدة يعتمد في الاساس على السعودية من ناحية التمويل والاعضاء الفكر التكفيري المظلم، وقد رأينا بأن منفذي جريمة 11 ايلول كانوا في اغلبيتهم سعوديين، وان قتلى عصابة شاكر العبسي ومن استسلموا في نهر البارد كانوا من الرعايا السعوديين ايضاً و و و ....
فكيف انقلبت الامور واصبحت قيادات القاعدة سورية وايرانية في الوقت الذي يكفر منظروا القاعدة الشيعة والعلويون وحتى المسلمين العلمانيين؟
إنه الكذب والنفاق ومحاولة تبرئة مملكة الظلام من دورها في نشر الفكر التكفيري والسلفي ورعاية الارهاب والتنظيمات السلفية المقاتلة في العالم وخصوصاً في لبنان والعراق.
انه الوقت المناسب لأن يفرق الناس بين الدين والسياسة، لأن يعرفوا بأن القاب خدمة الحرمين والاختباء خلف كتاب الله لن تغير من حقيقة تلك الانظمة التي تتأمر على امتنا العربية منذ نشوئها.... انظمة عفنة تأمرت ووقفت ضد الوحدة العربية وضد التحرر وكانت ولا زالت شوكة في خاصرة امتنا وسداً منيعاً امام تحررها واستعادة ارضها وكرامتها.
اما المضحك المبكي فهو ان ترى على الطرف الاخر من العالم في امريكا بالذات، من ينقل حرفياً ما تكتبه تلك الصحف ويردد كالببغاء اخبارها الكاذبة والسخيفة.... يدعون المهنية والجرأة وهم مجرد مرتزقة يبيعون اقلامهم وصفحات نشراتهم لمن يدفع... تجار؟ لا، بل اناس يمكن بيعهم واعادة بيعهم في اسواق ما يسمى بالنخاسة الصحفية وهذا اكثر ما يمكن ان يكون....
ويحدثونك عن الاخلاق والنزاهة والمهنية؟!
بقلم رياض سعيد